صناعة المراكيب
يُطلق على الحذاء السوداني التقليدي اسم “مركوب”، ويجمع على صيغة “مراكيب”. وهو حذاء رجالي يصنع من جلود الحيوانات. وبدأت الأحذية بمركوب يدعى “كلودو”، وهنالك حذاء يدعى “أبو أضينة”، ثم المركوب التقليدي الذي استمر حتى الآن.
وتعتبر صناعة “المراكيب” من أقدم وأعرق الصناعات اليدوية فى السودان وتتميز بها مناطق عدة وتعتبر دارفور من أشهر هذه المناطق فالمركوب (الفاشري) من أشهر وأجود الأنواع وارتبط بمدينة الفاشر وكذلك مركوب “الجنينة” وتتميز مدينة (الابيض) كذلك بهذه الصناعة، ويعتبر سوق المراكيب (زريبة العيش) سابقا من أشهر الأسواق بالمدينة.
ويتألف المركوب السوداني يدوي الصنع من الأرضية، وهي أسفل الحذاء، وتصنع من جلد البقر، وتدبغ وتمسح بالقطران، ثم تأتي مرحلة صناعة الجزء العلوي منه وعادة ما يصنع من جلد التيس، وهو أغلى من جلد الماعز، ويتمتع بالقوة وتصنع منه أيضاً الجوانب الداخلية من الحذاء، ثم تأتي مرحلة الخياطة، وتكون يدوية باستخدام خيوط القطن، وتدعى هذه المرحلة بـ”التبريش”.
وتتنوع “المراكيب”، منها مركوب “الجزيرة أبا”، الذي يرجع إلى فترة الثورة المهدية، وهو صنع في منطقة الجزيرة أبا “وسط السودان”، ويمتاز بأن فردتي الحذاء تصلحان لأن تلبسا سواء بالقدم اليمين أواليسار، وهي صفة فرضها الواقع القتالي في تلك الحقبة لكسب الوقت أثناء الحرب، ويتميز باللون الأحمر الفاتح، ويصنع من الجلد أيضاً.
أما مركوب “جلد البقر”، فيمتاز بالقوة والجمال، وتبدأ صناعته بدباغة الجلد، ويبطن بجلد الماعز؛ لأنه خفيف، ثم مرحلة أسفل الحذاء ثم مرحلة “النباتة”، وهي الخياطة بخيوط القطن الطبيعي، ثم تأتي مرحلة الرسبة، وهي مرحلة الصنفرة من أجل ضمان نعومة أرضية الحذاء. ويعتبر الحذاء المصنوع من جلد “الأصلة” التي تأتي من نيجيريا وجنوب السودان الأغلى سعراً والأعلى جودة، وهو يصنع بالمراحل السابقة نفسها، إلا أنه يلمع بحجر لإزالة الشوائب ثم يمسح بالليمون لإكسابه اللمعان وتسمى هذه المرحلة “الزقل”.
ويحظر في السودان صناعة أحذية من جلد النمر خوفاً من انقراض الحيوان، غير أنها مرغوبة لجمالها ومتانتها، حيث يعيش الحذاء المصنوع من جلد النمر لمدة 20-30 عاماً ثم يقلب مرة أخرى ويجدد.
وهو يرمز في الذاكرة الشعبية السودانية للمركز الاجتماعي الرفيع لمن يرتديه خاصة من الأثرياء ووجهاء المجتمع.
من الجلود التي تمتاز بالمرونة واللمعان ويصنع أيضاً يدوياً من ثعبان اسمه “الندامة”، ويأتي بعد جلد النمر، وهو أقوى من كل الجلود الأخرى ويمتاز الحذاء المصنوع منه باللمعان. ثم يأتي بعد ذلك جلد القط ويدعى بالعامية السودانية جلد “الكديس”، وهو من فصيلة النمر والفهد.
ويرتدي معظم أهل السودان المركوب لا سيما في الأعياد لارتباطه بالزي القومي السوداني “الجلباب والعمامة”، حيث يرتديه الرجل والشاب والطفل صباح كل عيد. أما العريس، فيرتدي الحذاء المصنوع من جلد النمر لتميزه عن بقية أقرانه وأفرد أسراته.
الأدوات التقليدية المستعملة في تصنيع «المراكيب»:
المقص: لقص الجلود ويمتاز بالقوة والصلابة
الكازم: عبارة عن سكين تستخدم لتسوية أرضية الحذاء.الإبرة: تصنع من نوع مختلف من أنواع الحديد الجيد وتمتاز بالمرونة وتستخدم إبرتان معاً في التصنيع.
القراش: وهو أداة طويلة مصنوعة من الحديد تثقب الجلد تمهيداً لخياطته.
القالب: وهو نموذج من الخشب يمثل قدم الإنسان لصنع مقاسات الأحذية.
القرمة: مثل الطاولة تستخدم لوضع الأحذية عليها تمهيداً لصنعها.
مدابغ السودان
بدأت صناعة دباغة الجلود الحديثة، وفق معلومات منشورة على الشبكة الإلكترونية، في السودان عام 1960. ويعتبر السودان من أغنى الدول الأفريقية والعربية بالثروة الحيوانية، حيث بلغ في عام 2002 نحو 125 مليون رأس من الإبل والبقر والضأن والماعز. ويحتل السودان المركز الأول بين الدول الأفريقية والعربية، وشهد عام 2001 أعلى عائد، حيث بلغ حجم إيراداتها 32 مليون دولار.
وتوجد في السودان 23 مدبغة منها خمس مدابغ كبيرة ومدبغتان متوستطان وبقية المدابغ صغيرة. وتم إنشاء أول مدبغة في عام 1961 بالخرطوم تليها مدبغة النيل الأبيض عام 1975 ثم مدبغة الجزيرة عام 1976 وهناك ما يقارب الثلاثمائة مدبغة حرفية موزعة على ولايات السودان تختص بصناعة الأحذية
(المراكيب) وجاهة فى الشكل وعلاج للقدمين