الكشف
هو عبارة عن دفتر أو كراسة يدون فيه مساهمات مالية تدفع من الحضور كمساعدة اجتماعية ، يساهم فيها الجميع كل حسب استطاعته في المناسبات الاجتماعية كالمأتم والافراح ، وهو يعتبر من العادات الراسخة التي يقبل بها الجميع في الغالب من الفقراء حتى أثري الاثرياء ، حيث يقوم أبناء الحى بأعداد الكشف ، حيث يتعهد الاقرباء والاصدقاء والجيران بالمساهمة المالية (الغير إلزامية)، ويعاب من يعرف عنه التهرب من هذه العادة ، والمساهمة المالية تلك تدعي اوتسمي ب(المجاملة) .
وتمتلك كل اسرة كشفين كشف يدون فيه مساهمات الافراح واخر لمساهمات المأتم .
ويتم دفع تلك المجاملة او المساهمة في الافراح تحديداً في يوم الحنة او حنة العريس حيث يقوم اصدقاء و اقرباء العريس بمجاملته في ذلك اليوم المهم ، وتعتبر تلك المجاملة ليس لمساعدته فحسب بل تقديراً له وعزة وتعبيراً عن حبهم له وسعادتهم بزواجه .

ولا يقتصر الامر علي المساهمة المالية خصوصا في المآتم ففي بعض مناطق السودان وحتي في جزء من العاصمة التي لا زال ساكنيها يحملون جزءً من الارث الاجتماعي المتوارث يأتي جيران المتوفي وهم يحملون اقداح الطعام عند الوجبات مساهمة منهم في العزاء وحتي اقداح الشاي في الصباح تأتي من جيران المتوفي.
ولدي بعض الاسر ميسورة الحال تتعدي هذه العادة الاجتماعية المساهمة المالية حيث نجد من يقدم سيارة او منزل او ذهب ومجوهرات او من يتكفل بتجهز عش الزوجية مساهمة منه للعرسان .
ومن الملفت للنظر هو ان النساء في السودان يقدرن المشاركة في هذه المناسبة لابعد الحدود وعادة ما تكون وقتا مناسبا لتصفية الضغائن والمشاحنات وطلب العفو… وما إلى ذلك.
وفى نفس الوقت يستهجن عدم المشاركة وتكون من أسباب القطيعة والبغضاء بينهن.
وغالبا ما يحتفظ كل شخص بدفتر الكشف الخاص به ، فما تلقي دعوة لحضور زواج راجع اسماء المساهمين في ذلك الكشف اولا ليتأكد من وجود مساهمة صاحب الدعوة والمبالغ الذي ساهم به ، حتي يقوم برد المساهمة او المجاملة له تقديرا منه واعتراف بعرفانه .